عيد الشعانين… نور الإيمان في عيون الأطفال

تلاميذ الحلقة الأولى في مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات يستعدّون للاحتفال بعيد الشعانين تلاميذ الحلقة الأولى في مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات يستعدّون للاحتفال بعيد الشعانين | مصدر الصورة: صفحة مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات في فيسبوك (Ndl Antonines Rmeich)

في أحد الشعانين، تطلّ الأخت جورجيت خلف من راهبات القلبَين الأقدسَين، عبر «آسي مينا» لتُخبرنا عن أبعاد هذا العيد ورموزه ومدى ارتباطه بالأطفال.

تشرح خلف: «عيد الشعانين يُعيد إحياء ذكرى دخول يسوع ملكًا ظافرًا إلى أورشليم، حيث استقبلته الحشود ملوّحةً بسعف النخيل وأغصان الزيتون، هاتفةً: "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربّ". هذا الحدث موثّق في الأناجيل (يوحنّا 12:12) و(متّى 21:9): "وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلى العِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: أُوصَنَّا"».

الأخت جورجيت خلف. مصدر الصورة: الأخت جورجيت خلف
الأخت جورجيت خلف. مصدر الصورة: الأخت جورجيت خلف

وتضيف: «هذا الحدث أيضًا هو انعكاس لنبوءة زكريا: "افرَحي يا ابنة صِهْيَوْنَ وتَهَلّلي يا أورشليم، هُوَذا مَلِكُكِ يَأتيكِ مُنتصِرًا" (متّى 21: 5)».

وتُخبِر: «يجسّد هذا العيد في طيّاته الكثير من الرموز والأبعاد؛ فهو يُصوّر السلام في مشهد الأطفال وهم يحملون أغصان الزيتون، وينشدون: "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربّ"».

وتواصل حديثها: «هذا العيد يؤكّد أنّ المسيح هو نور العالم، وتدلّ على ذلك الشموع المزيّنة بين أيدي الأطفال، وبعدها ينقلنا إلى المسيح، الملك المنتصر على الخطيئة والموت».

وتقول خلف: «عيد الشعانين ارتبط بالأطفال منذ القرون الأولى للكنيسة. وقد قال الربّ يسوع: «دَعوا الأطفالَ يأتونَ إليَّ ولا تَمنعوهُم، فلأمثال هؤلاء ملكوت الله» (لو 18: 16). الأطفال مثالُنا في الحياة المسيحيّة، فالطفل ينظر بعين البراءة ويُحبّ، لا يعرف الحقد البتّة، ويتّكل كلّيًّا على والديه».

تلاميذ الحلقة الأولى في مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات يستعدّون للاحتفال بعيد الشعانين. مصدر الصورة: صفحة مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات في فيسبوك (Ndl Antonines Rmeich)
تلاميذ الحلقة الأولى في مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات يستعدّون للاحتفال بعيد الشعانين. مصدر الصورة: صفحة مدرسة سيّدة لبنان للرّاهبات الأنطونيّات في فيسبوك (Ndl Antonines Rmeich)

وتزيد: «الأطفال مثالنا أيضًا في سعينا إلى امتلاك النظرة الصافية، والقدرة على عيش المسامحة والمحبّة، والاتّكال على الله، والارتماء بين يدَيه: "الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات" (متّى 18: 3)».

وتُردف: «هذه السنة تتزامن الأعياد التي تعكس القيَم الروحيّة المشتركة للّبنانيّين كلّهم، على اختلاف انتماءاتهم الدينيّة والطائفيّة، ونأمل في أن تحمل بوادر إيجابيّة على مستوى الوطن، أي بداية عهدٍ مشرق للإنقاذ والإصلاح والخروج من الأنفاق المظلمة إلى النور والرجاء».

وتختم: «بفضل الإرادة اللبنانيّة الجامعة، يمكننا أن نتخطّى الصعاب وننعم بمرحلة جديدة، فيستعيد لبنان دوره الرياديّ والحضاريّ في هذا الشرق ورسالته الوطنيّة الجامعة للطوائف والأديان كلّها، بعيدًا من التجاذبات والمحاور الإقليميّة والدوليّة. فلنتَّكل على الله وعلى إرادة شعبنا وأمانته في حمل رسالة لبنان».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته